بقلم د. محمود لطفى (أستاذ جامعى)
فى حديث صحيح عن الرسول الكريم عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا " . فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ , لَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ , وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ , وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ " . فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : " حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " *
من هذا الحديث يتضح لنا أن الرسول الكريم نبهنا أن المؤامرات ضد هذه الأمة مستمرة وتزادد حدتها اليوم تلو الأخر وأن الضعف فينا يزداد اليوم تلو الأخر. وعليه فمن الواجب أن نلتفت و نأخذ الحيطة والحذر لهذه المؤامرات و نقوى أنفسنا فى جميع المجالات حتى نستطيع الصد عندما يتداعى علينا هؤلاء الأكلة أى أعدائنا من الأمم الأخرى. من الواضح أيضاً أن الجهاد من المسائل المشروعة لكل الأمم و ذلك لصد العدو الغازى فى كل زمان ومكان ولقد أمرنا الرسول والقرأن الكريم بالجهاد (وَقَـٰتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ) سورة البقرة الآية 190 . (وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) سورة آل عمران الآية 169 .
تنتابنى نوبات غضب عارمة هذه الأيام عندما تتكرر كلمة إستشهاد على ألسنة خطباء و علماء دين أجلاء فى مصر فى هذه الأونة الأخيرة مرات ومرات من تيارات دينية مختلفة وهنا أذكر أن هذه الكلمة ليست فى موقفها الصحيح ،ومن العيب كل العيب أن تقال فى هذا الوضع فليس هناك أمة غازية تتربص لكى تستشهدون فى سبيلنا جميعاً؟! إن أردتم الإستشهاد فمرحباً فهناك العديد من الأقطارالتى يستضعف فيها المسلمون و الكل يعرفها فإجعلوا إستشهادكم فيها لكى يكون فى الموضع الصحيح وإلا أقول لكم الرحمة !! فالوضع الراهن لا يحتمل المزيد - أصلح الله أحوالكم جميعاً وحال مصر.
حال مصر الأن حال مبهم يحتاج إلى كثير من الجهد والجهاد حتى نخرج من الزجاجة و عنقها وحتى نبدأ مرحلة البناء ونلحق بركب التقدم. وهذا الحال الذى آلت اليه البلد نحن جميعاً مشتركون فيه بجميع الأطياف صغيرنا و كبيرنا قبل 25 يناير وبعده فلم نكن يوماً جميعنا ملائكة و لا معصومين (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ) سورة الرعد من الأية 11 .
أولويات مصر الملحة هى إصلاح الأمن و القضاء فإذا كنت أمناً و كان القضاء له إستقلاله وقوته فجميع الأمور تهون. جاهدوا فى إصلاحهم من أجل أنفسنا و أهلينا ]جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الجِهَادِ ، فَقَالَ : " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ ؟ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ [" *– أين خططكم العلمية لإصلاح هذه الأمور؟! أصلحوا حال المعوزين و المشردين و العشوائيات قدر الإمكان – أين مجهوداتكم ؟! و إجعلوا العجلة تدور و اتركوا المليونيات والله صارت كلمة مليونية أبغض الكلمات إلى نفسى لعن الله من أطلقها إن كان سيئاً و سامحه إن كان محسناً. غيروا سلوككم ووالله لو أن سلوك المصريين فى التحرير عندما قاموا بالتنظيف و التلوين و خلافه أيام يناير 2011 والحفاظ على الأمن إمتد إلى يومنا الحالى فى ربوع مصر لصار وجه مصر أكثر نضارة وحيوية و إشراقاً.
فى الوضع الراهن تسود الجعجعة و التشرذم و الصراع والتخوين كل يبحث عن مصلحته الشخصية و لا يعمل من أجل الله والوطن لذلك أتمنى من الله أن تزول الوجوه الغير صادقة ويبدلنا خيراً منها ممن يعملون فقط لأجل الله والوطن مثل الفنان محمد صبحى الذى يقود حملة كبيرة لإصلاح العشوائيات وللأسف أجد صعوبة فى إيجاد أسماء أخرى حالياً فذاكرتى لا تسعفنى- شكر الله للمخلصين من أبناء مصر والأمة العربية من يريدون لها الوحدة والعزة والكرامة والتقدم ويعملون لذلك واللهم إجعل من يكيد لها كل الخسران و الهلاك المبين- أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق